اقتبس الحديث المذكور بعض الأدباء فقال في محبوب يسمى بدرا «١» :
يا بدر أهلك جاروا ... وعلموك التجري
وقبحوا لك وصلي ... وزيّنوا لك هجري
فليفعلوا ما أرادوا ... فإنّهم أهل بدر
[تاسعا: استطراداته:]
الاستطراد: عبارة عن إضافة معلومات إلى الموضوع الأساسي ممّا له علاقة به، لأدنى ملابسة، وقد حرص العلماء القدامى على هذا النوع من الإضافات في مؤلفاتهم، حتى إنّها كانت من حسنات التأليف وفضائله.
فليس عجبا أن يأخذ الشارح رحمه الله تعالى بهذا المبدأ جريا على عادة المؤلفين السابقين، فيمتلئ كتابه بالاستطرادات الكثيرة، والإضافات المفيدة، فيطيب له إذا وردت مناسبة لذكر فائدة، أو إضافة معلومة ذات علاقة بالموضوع أن يتحدث عنها.
ومن الاستطردات المهمة ما جاء في (ج ٢/ ص ١٦٠) بعد الانتهاء من عرض أحداث أمراء جيش مؤتة رضي الله عنهم إسهابه في التعريف بكل واحد منهم:
زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة بدءا من (ص ١٦٤- ١٨٠) ، حتى وقد بدأ التعريف بهم بقوله رحمه الله تعالى:
(وحيث حدا بنا المقام إلى هؤلاء الأمراء الثلاثة.. فلا بأس أن نلم بشيء من التعريف بهم، تيمّنا بذكراهم، وإن كانوا في غنية عن التعريف؛ لشرفهم العظيم بالانتساب الحقيقي إلى الجناب النبوي رضوان الله عليهم، لكنا في شديد الحاجة إلى معرفة حياتهم في ذلك العصر النبوي؛ لنقتفي آثارهم، ونتيمن بآثارهم، ونعطر النواصي بأريج شذاهم ... )(ج ٦٢ ص ١٦٤) .