يوم له ما بعده في الكفر ... وقد أتى منوّها في الذّكر
بأنّه العذاب واللّزام ... وأنّه البطش والانتقام
ساحة القتال، ولا في حومة الوغى، أصابه سهم غرب، وهو يشرب من الحوض، ثمّ مع هذا أخبر صلى الله عليه وسلم- لمّا جاءته أمه ولهة من قتله، لا تدري مصيره- بأنّه في جنة الفردوس، ومعلوم أنّه أعلى الجنة، ومنه تفجر أنهارها، وقد أمر صلى الله عليه وسلم أمته إذا سألوا الله تعالى الجنة.. أن يسألوه الفردوس الأعلى، فإذا كان من في النظارة يعدّ له هذا الجزاء العظيم، فما بالك بمن كان في نحر العدوّ، وهم على ثلاثة أضعافهم؟!
و (سهم غرب) أي: لا يعرف راميه، يقال: سهم غرب، بفتح الراء وسكونها، وبالإضافة وغير الإضافة، انظر «النهاية» لابن الأثير.
يوم بدر أذلّ الله فيه الشرك وأعزّ الإسلام:
(يوم) أي: يوم بدر يوم كائن (له ما بعده في الكفر) يقال: أمر له ما بعده؛ أي: تبع، وكذلك يوم بدر، كل ما وقع في إذلال الكفر بعده تبع له (وقد أتى) أي: يوم بدر (منوّها) مرفوعا (في الذكر) المنزل من عنده تعالى.
(بأنّه العذاب) قال تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى عذاب الدنيا بالقتل، والأسر، والجدب سنين،