ومن سوى المخلّفين استنفرا ... عرمرما وصدّ عن أمّ القرى
[استنفاره العرب للخروج معه إلى مكة:]
(ومن سوى) بكسر السين وبضمها مضاف إلى قوله (المخلّفين) وهم: جهينة ومزينة، ومن كان حول المدينة من الأعراب، تخلّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغبوا بأنفسهم عن نفسه، وهو متعلق بقوله:(استنفرا) أي: إنّه صلى الله عليه وسلم استنفر من غير المخلفين جيشا (عرمرما) أي: كثيرا عدده أربع عشرة مئة، أو خمس عشرة مئة.
قال ابن إسحاق:(واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب، وهو يخشى من قريش الذي صنعوا أن يعرضوا له بحرب، أو يصدّوه عن البيت، فأبطأ عليه كثير من الأعراب، وخرج صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب، وساق معه الهدي، وأحرم بالعمرة؛ ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنّه إنّما خرج زائرا لهذا البيت ومعظما له) وخرجت معه أم سلمة من نسائه.
أمّا المخلّفون.. فإنّهم لمّا تثاقلوا في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قالوا: أنذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره بالمدينة، وقتلوا أصحابه، فنقاتلهم؟
واعتلّوا بالشغل بأهاليهم وأموالهم، وأنّه ليس لهم من يقوم بذلك، فأنزل الله تعالى تكذيبهم في اعتذارهم بقوله تعالى: