الدال؛ أي: قولا «١» ، والذي أسر سهيلا مالك بن الدّخشم، أخو بني سالم بن عوف، فقال في ذلك:
أسرت سهيلا فلا أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم
وخندف تعلم أنّ الفتى ... فتاها سهيل إذا يظّلم
ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت نفسي على ذي العلم
(١) قال الحافظ: هو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك في «الصحيحين» وغيرهما. روى حميد بن أبي حسين قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة، ودخل البيت، ثمّ خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال: «ماذا تقولون؟» فقال سهيل: نقول خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت. فقال: «أقول كما قال أخي يوسف: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ قال في «روض النّهاة» : (خرج سهيل بجماعة أهله إلى الشام فجاهدوا.. حتى ماتوا كلهم هنا لك، فلم يبق من ولده إلّا فاختة بنت عتبة بن سهيل، قدم بها على عمر، وكانت تسمى الشريدة، فزوجها من عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وكان أيضا يسمّى الشريد، كان أبوه خرج هو وسهيل حين قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية» قالا: لئن فاتتنا الهجرة وأوّل الإسلام فلا يفوتنا الجهاد، والشهادة، فخرج كل بأهله، فلم يرجع ممّن خرج معهما إلّا عبد الرّحمن الشريد، وفاختة الشريدة، فسمّاهما الناس بالشريدين، قال عمر رضي الله عنه: زوجوا الشريد من الشريدة، لعلّ الله ينشر منهما أمة، وأقطعهما خطة، فأوسعها لهما، فقيل له: أكثرت، فقال: أردت لكي ينشر الله منهما أمة، فأنشر الله منهما رجالا ونساء) ومعنى (الشريد) : الذي لم يبق من أهله غيره. قال في «الإصابة» : (توفي سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة، فيما قاله ابن خيثمة) .