حارثة وابن المعلّى رافع ... ثمّ عمير بن الحمام النّازع
والرابع:(حارثة) بن سراقة بن الحارث بن عديّ بن مالك بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار. قال في «الإستيعاب» : (رماه حبان بن العرقة بسهم، وهو يشرب من الحوض، وكان خرج نظارا، فأصاب حنجرته فمات وجاءت أمه الرّبيع- بالتصغير- بنت النضر، عمة أنس بن مالك فقالت: يا رسول الله؛ قد علمت موضع حارثة مني، فإن يكن في الجنة.. أصبر، وأحتسب، وإن يكن غير ذلك..
فسترى ما أصنع، فقال:«أو جنّة واحدة هي؟! إنّما هي جنات، وإنّ ابنك فيها لفي الفردوس» ) .
قال الناظم في «عمود النسب» :
حارثة البرّ «١» رأى جبريلا ... مع النبيّ ووعى ترتيلا
(١) قوله: (البر) كذلك سماه صلى الله عليه وسلم، فروى النسائي من طريق الزّهري عن عروة عن عائشة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت: «من هذا؟» فقيل: حارثة بن النّعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك البر» وكان برا بأمّه. وقال في «الإصابة» : (روى الإمام أحمد، والطبراني من طريق الزّهري، أخبرني عبد الله بن عامر عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلمّا رجعت.. قال: «هل رأيت الذي كان معي» قلت: نعم، قال: «فإنّه جبريل وقد ردّ عليك السّلام» إسناده صحيح) . وذكره موسى بن عقبة، وابن سعد فيمن شهد بدرا، فقيل: إنّه توفي في خلافة معاوية كما ذكره في «الإستيعاب» عن خليفة، ولم يذكره الناظم هنا؛ وإنّما ذكرته للتنبيه على أنّه بصري، وأنّه غير ابن سراقة، ولكون الناظم في «عمود النسب» ربط بينهما. اهـ