للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يلقي جرب السّويق ... مخافة اللّحوق في الطّريق

خرج من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل، فأتى حييّ بن أخطب، فضرب عليه بابه فخافه، ولم يفتح له الباب، فانصرف عنه إلى سلّام بن مشكم، وكان سيّد بني النضير في زمانه ذلك، وصاحب كنزهم، فاستأذن عليه، فأذن له، فقراه وسقاه، وبطن له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية منهم يقال لها: العريض «١» ، فحرقوا في أصوار «٢» من نخل بها ووجدوا بها رجلا من الأنصار، وحليفا له في حرث لهما، فقتلوهما، ثمّ انصرفوا راجعين، ونذر «٣» بهم الناس؛ أي: علموا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم) .

(وكان) أبو سفيان حين انصرف راجعا لمكّة (يلقي) أي: يطرح بالأرض (جرب السويق) بضمّتين: جمع جراب ككتاب وكتب: الوعاء، وكان ذلك عامة أزوادهم؛ وإنّما فعل ذلك (مخافة) أي: لأجل خوف (اللحوق) أي: أن يلحقه (في الطريق) من نصر بالرعب صلى الله عليه وسلم، فأخذها المسلمون.


(١) بزنة حسين مصغرا: واد بالمدينة.
(٢) جمع صور: نخل مجتمع.
(٣) بفتح النون وكسر الذال المعجمة.

<<  <   >  >>