للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأعتقه؛ وذلك أنّه رآه يصلّي، وغاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة) .

قال السّهيلي: (وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر مسيره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة، فقال لعمران بن سوادة، حين قال له: إن رعيتك تشكو منك عنف السّياق، وقهر الرعية، فذقّن على الدّرة «١» وجعل يمسح سيورها، ثمّ قال: قد كنت زميل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرقرة الكدر، فكنت أرتع فأشبع «٢» ، وأسقي فأروي، وأكثر النّجر «٣» ، وأقلّ الضرب، وأردّ العنود «٤» ، وأزجر العروض، وأضم اللّفوت «٥» ، وأشهر بالعصا، وأضرب باليد، ولولا ذلك.. لأغدرت فتركت «٦» ) يذكر حسن سياسته فيما ولي من ذلك.


(١) ذقن بالقاف والنون، قال في «شرح القاموس» : (ذقن على يده أو على عصاه: وضع ذقنه عليها واتّكأ، وفي حديث: فوضع الدرة، ثمّ ذقن عليها، وفي رواية: فذقن بسوطه يستمع، والدرة بالكسر: التي يضرب بها، عربية معروفة، والجمع درر: نقول: حرمتني درك فاحمني دررك) اهـ
(٢) أترك الماشية ترعى حيث شاءت.
(٣) هو أن تضم في كفك برجمة الإصبع الوسطى ثمّ تضرب بها رأس أحد، قاله في «القاموس» اهـ
(٤) العنود: الخارج عن الطريق، والعروض: المستصعب من الناس والدواب. اهـ «سهيلي»
(٥) اللفوت بوزن صبور: العسر الخلق، كما في «القاموس» .
(٦) لأغدرت: لضيعت.

<<  <   >  >>