(وفي كلامه نظر؛ فإنّه إذا كان الغفاري أبا ذرّ فكيف يصفه بأنّه مقتول للذين أغاروا على اللقاح، فإنّ المعروف عند أهل السير أنّ المقتول هو ابن أبي ذرّ الغفاري واسمه: (ذرّ) ، ولم يقل أحد: إنّ المقتول أبو ذرّ) (ج ٢/ ص ٦٤) .
وفي مناسبة أخرى عندما قدم الناظم رحمه الله الحديث: موت رفاعة بن زيد كهف المنافقين (ج ٢/ ص ٨٣) على حادثة الواردة، (وذلك أنّ أجيرا لعمر بن الخطاب من بني غفار يقال له: جهجاه بن مسعود جاء يقود فرسه في موضع الزحام على الماء فازدحم مع سنان بن وبرة الجهني فاقتتلا)(ج ٢/ ص ٨٤) .
يقول الشارح تعليقا على تقديم الناظم ما حقه التأخير ترتيبا:
(ولو أخر هذه الحادثة عن حادثة الواردة.. لكان أولى كما صنعه صاحب الأصل الحافظ اليعمري في «سيرته» ، وكذا غيره)(ج ٢/ ص ٨٣) .
بمثل هذه العبارة المختصرة المهذبة يعبر الشارح عن نقده واعتراضاته:(وفي كلامه نظر) ، و (لكان أولى) ممّا ينم عن خلق إسلامي رفيع، هو من خصائص العلماء، وأهل الإيمان.
ويأخذ النقد عنده أحيانا صورة أخرى وهو اقتراح عبارات للنظم غير ما عبر به الناظم، من هذا قول الناظم:
خندق خير مرسل بأمر ... سلمان والحروب ذات مكر
يقول الشارح رحمه الله تعالى:(قلت: ولو أنّ الناظم قال:
خندق خير مرسل وقد أشار ... سلمان بالخندق نعم المستشار
.. لكان أليق بالأدب في حق الجناب النبوي) (ج ١/ ص ٢٦٩) .
ويعتذر للناظم أحيانا، ومن الأمثلة على هذا: أنّ الناظم رحمه الله تعالى قدم مقالة سيدنا سعد بن معاذ في غزوة بدر على مقالة المقداد في تجاوبهم لنداء النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وطلب المشورة عليه، في حين أنّ المقداد رضي الله عنه قد