وفتكوا أيضا بأبي عزة الذي (عليه) يتعلق بقوله: (أشفق)(قبل) أي: قبل هذا اليوم (أشفقا نبيّنا) نبيّ الرحمة صلى الله عليه وسلم، وذلك: أنّه عليه الصّلاة والسّلام ظفر به يوم بدر، وأسره، فقال: يا رسول الله؛ إنّي فقير ذو عيال وحاجة كما تعلم، فامنن عليّ.. منّ الله عليك، فرحمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطلقه من غير فداء، وكان شاعرا يشتغل بسبب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ويستفزّ الناس للقتال، وكان عاهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم في يوم بدر أن لا يعود إلى شيء من ذلك، فلمّا منّ عليه.. رجع إلى مكة، ونقض العهد، واشتغل بما كان مشتغلا به قبل من السبّ، والهجاء، فلمّا كان يوم أحد.. خرج مع المشركين وهو على ذلك الحال، فلمّا نزل المشركون بحمراء الأسد.. نزل معهم، ثمّ ساروا، وتركوه نائما، فأدركه المسلمون، وأسروه، وكان الذي أسره عاصم بن ثابت رضي الله عنه، فلمّا ظفر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم.. قال: يا رسول الله؛ أقلني، وامنن عليّ، ودعني لبناتي، وأعاهدك أن لا أعود، هذا ما أشار له بقوله:(ثمّ ارتجى) أي: أمّل (أن يطلقا) مرة (ثانية) لأجل (أن كان ذا بنات وهو) أي: صاحب تلك الفعلة القبيحة، والحالة الشنيعة (أبو عزّة) عمرو بن عبد الله بن وهب الجمحيّ (ذو الهنات) جمع هنة، بفتح الهاء فيهما: الأخبار المكروهة.