ومنها: ما يدل على عظيم محبتهم لهذا النّبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم، وتفديتهم له بالروح، وقوة إخلاصهم وثباتهم.
ومنها: أنّه تعالى قد يبتلي عبده المسلم بما شاء كما سبق في علمه؛ ليثيبه، ولو شاء ربّك ما فعلوه.
ومنها: استجابة دعاء المسلم، وإكرامه حيا وميتا.
ومن الفوائد غير ذلك ممّا يظهر للمتأمل؛ من الحب لله ولرسوله، ولأصحابه الكرام الذين تتنزل الرحمات عند ذكرهم، وفي قصصهم عظة وعبرة، وازدياد لمحبتنا لهم؛ إذ نالوا مقام المحبوبية لله ولرسوله.
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حبهم، والاجتماع بهم في مستقر رحمته تبارك وتعالى، مع النبّيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
هذا ولما أراد النّبيّ صلى الله عليه وسلم الخروج إلى بني لحيان لذلك.. أظهر أنّه يريد الشام؛ ليصيب من القوم غرّة، وعسكر في مئتي رجل، ومعهم عشرون فرسا، واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، ثمّ أسرع السير حتى انتهى إلى بطن غران- واد بين أمج وعسفان- وبين بطن غران وعسفان خمسة أميال، قال ابن إسحاق:(وهي منازل بني لحيان حيث كان مصاب أصحابه) فترحّم ودعا لهم بالمغفرة، فسمعت بنو لحيان، فهربوا في رؤوس الجبال،