للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمارهم وسبيت جويريه ... ووهب السّبي لها لتدريه

وساق من الإبل ألفي بعير، ومن الشاة خمسة آلاف شاة» ) كما قاله الزرقانيّ عن ابن سعد.

وأمّا العشرة من الرجال.. ف (قد نهبا) ، بألف الإطلاق مبنيا للفاعل (أعمارهم) أي: قتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: قتلهم أصحابه الكرام.

(وسبيت) بالبناء للمفعول؛ أي: أخذت في السبي أمّنا (جويرية) بنت رئيس بني المصطلق: الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، كما في «الروض الأنف» وكانت قبل أن تسبى عند مسافع بن صفوان الخزاعي المقتول كافرا يوم المريسيع كما جزم به ابن أبي خيثمة والواقدي، ونقله عنهما الزرقاني في «شرحه للمواهب» وكان اسمها برّة، فسمّاها صلى الله عليه وسلم جويرية؛ كره أن يقال: خرج من عند برّة.

وكانت وقعت في سهم ثابت بن قيس، ثمّ جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعين به في كتابتها، قالت عائشة رضي الله عنها: وكانت امرأة حلوة ملّاحة «١» ، فوالله؛ ما هو إلّا أن رأيتها على باب حجرتي.. فكرهتها، وفي قول عائشة ذلك بيان ما كان عليه أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم من الغيرة عليه، والعلم بمواقع الجمال منه «٢» ، فلمّا طلبت


(١) بفتح الميم وتشديد اللام؛ أي: بارعة الجمال، وهذا البناء للمبالغة في الملاحة.
(٢) من ذلك: أنّه عليه الصّلاة والسّلام خطب امرأة فأرسل عائشة لتنظر إليها، فلمّا رجعت-

<<  <   >  >>