وأن يكون للثّواب قانصا ... لوجهه عزّ وجلّ خالصا
ممّا يلبّس به إبليس ... وللهوى في طيّه تدليس
بجاه أفضل الورى محمّد ... صلّى عليه الله طول الأبد
أوّل غزوة غزاها المصطفى ... ودّان فالأبواء أو ترادفا
ثمّ بواط خرجوا لعير ... أميّة بن خلف السّفسير
ثمّ العشيرة إلى عير أبي ... سفيان في ذهابها للأرب
فبدر الأولى بإثر ناهب ... سرح المدينة مغذّ هارب
كرز بن جابر وبعد استنقذا ... لقاحه ممّن عليه استحوذا
فبدر الكبرى لعير صخر ... آئبة من شأمها بالكثر
واعتقبوا في ذلك المسير ... كلّ ثلاثة على بعير
ولم يكونوا أوعبوا للحرب ... إذ ما غزوا لغير نهب الرّكب
وليس عندهم من السّيوف ... غير ثمان للعدا حتوف
ولا من الخيل سوى اثنتين ... وقد كفتهم أهبة التّمكين
واستنفر النّفير صخر لهم ... وجاء خير مرسل ألبهم
فأخبر النّاس بهم ممتحنا ... وقال سعد ما رأى وأحسنا
وكان من رويّة المقداد ... أن رضي السّير إلى الغماد
وعمر استقلّ جيش الحنفا ... واستكثر الّذي إليه زحفا
واستبقوا صخرا لبدر وانتحى ... وأخذوا واردة وزحزحا
عنها النّبيّ الضّرب إذ قال هما ... واردة النّفير واستفتاهما
وعند ما أمن صخر أرسلا ... إلى النّفير أن يؤوب قفّلا