للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقوله صلى الله عليه وسلم، ثمّ جاء مع سهيل في الصلح هو وحويطب، كما رواه الواقديّ وابن عائذ، فكأنّ مكرزا سبق سهيلا في المجيء، فكلّم المصطفى، فجاء سهيل.

وأمّا (ثمّ) في رواية ابن إسحاق، في قوله: (ثمّ بعثوا الحليس، ثمّ بعثوا عروة) فإنّما هي للترتيب الذّكري، فلا تعارض رواية الصحيح، وإلّا.. فما في الصحيح أصحّ، ذكر هذا الجمع العلّامة الزّرقاني.

فقوله (عروة) معطوف بحذف العاطف، وهو ابن مسعود بن معتّب الثّقفيّ «١» (الحرد) : العزيز المنيع، وهو بوزن نمر.


(١) قال الحافظ: (هو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، عم والد المغيرة بن شعبة، وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف، أخت آمنة، وكان أحد الأكابر من قومه، له اليد البيضاء في تقرير الصلح، وهو مستوفى في «البخاري» وترجمه ابن عبد البر بأنّه شهد الحديبية، وهو كذلك، لكن في العرف: إذا أطلق على الصحابي أنّه شهد غزوة كذا.. يتبادر أنّ المراد أنّه شهدها مسلما، فلا يقال: شهد معاوية بدرا؛ لأنّه لو أطلق ذلك.. ظن من لا خبرة له- لكونه عرف أنّه صحابي- أنّه شهدها مع المسلمين، وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا: «عرض علي الأنبياء ... » فذكر الحديث، قال: «ورأيت عيسى، فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود» . وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب وأبو الأسود عن عروة، وكذلك ذكره ابن إسحاق، يزيد بعضهم على بعضهم: (أنّ أبا بكر لمّا صدر من الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود الثقفي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم) وفي رواية ابن إسحاق: أنّه اتبع أثر النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا انصرف من الطائف، فأسلم، واستأذنه أن يرجع إلى قومه، فقال: «إنّي أخاف أن يقتلوك» قال: لو وجدوني نائما.. ما أيقظوني، فأذن له فرجع، فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم، فعصوه، وأسمعوه من الأذى، فلمّا كان من السحر.. قام على-

<<  <   >  >>