جاؤوا يجرّون الحديد جرّا ... صهب السبال يبتغون شرّا
وإنّما يريدون: أنّ عداوتهم لنا كعداوة الروم، والروم صهب السبال والشعر، وإلّا.. فهم عرب، وألوانهم:
الأدمة، والسمرة، والسواد، وقال ابن قيس الرّقيات:
فظلال السّيوف شيّبن رأسي ... واعتناقي في القوم صهب السّبال
ويقال: أصله للروم؛ لأنّ الصهوبة فيهم، وهم أعداء لنا، كذا في «لسان العرب» ونقله الجوهريّ عن عبد الملك بن قريب الأصمعيّ) .
(وانتدبوا) أي: انتدب المستضعفون من المسلمين؛ أي: أجابوا وسارعوا (لقوله) عليه الصّلاة والسّلام (في النّدب) الظريف النجيب «١»(سيّدهم) بالجر: بدل من الندب، والمراد به أبو بصير، كما تقدم (هذا محشّ) بكسر الميم (حرب) أي: موقدها، لو كان معه رجال، فهذا القول منه عليه الصّلاة والسّلام في أبي بصير، هو الذي حملهم على انضمامهم إليه بذلك الموضع، على طريق تجارتهم بالشام،
(١) قال في «القاموس وشرحه» : (ندبه إلى الأمر كنصر: دعاه وحثّه، والندب: أن يندب قوما إلى حرب أو أمر أو معونة؛ أي: يدعوهم إليه، فينتدبون له؛ أي: يجيبون ويسارعون، وقال أيضا: الندب: الرجل الخفيف في الحاجة، والسريع الظريف العجيب» ) مادة (ندب) .