إخبار الرسول صلّى الله عليه وسلّم أصحابه بما وقع قبل وصول الخبر:
وكشفت الأرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظر إلى معترك القوم عيانا، كما أشار إلى ذلك الناظم بقوله:
(ورفعت للهاشميّ) صلى الله عليه وسلم (المعركة) بفتح الراء وتضم؛ أي: موضع قتال القوم (فعاين الذي أتوا) من نزال الأمراء الثلاثة، وكيف استشهدوا، وغير ذلك ممّا سبق لك، وأخبر به أصحابه بالمدينة قبل وصول الخبر بأيام وقال:«إنّ الله زوى لي الأرض حتى رأيت معترك القوم» .
وقوله:(وأدركه) أي: تحققه، أتى به بعد قوله:
(وعاين) زيادة في الفائدة، وذلك أنّ الإنسان قد يرى شيئا، ويعاينه، ولم يتحققه، فكان هذا أقرب إلى التأسيس منه إلى التأكيد، خلافا لما ذكره في «روض النّهاة» من أنّه لمحض التأكيد؛ إذ التأسيس هو الأليق أن يحمل الكلام عليه مهما أمكن، ويساعد هذا الحمل ما علّل هو به ممّا ذكرته هنا.
قال الشهاب في «المواهب» : (وذكر موسى بن عقبة في «المغازي» : أنّ يعلى بن أميّة قدم بخبر أهل مؤتة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن شئت.. فأخبرني، وإن شئت.. أخبرتك» قال: أخبرني، فأخبره خبرهم، فقال: والذي بعثك بالحق؛ ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره) وتمامه كما عند الزرقاني: (وإنّ أمرهم لكما ذكرت، فقال صلى الله عليه وسلم:«إنّ الله رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم» ) .