للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربع مئة درهم، وهو ابن ثمان سنين، كما قاله في «تهذيب الأسماء» فلمّا تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهبته له، وكان أبوه حارثة حين فقده قال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل
من أبيات استوفاها الحافظ ابن عبد البر في «الإستيعاب» ثمّ إنّه حجّ ناس من كلب، فرأوا زيدا، فعرفهم وعرفوه، فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات:
أحنّ إلى قومي وإن كنت نائيا ... فإنّي قعيد البيت عند المشاعر
فكفّوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإنّي بحمد الله في خير أسرة ... كرام معدّ، كابرا، بعد كابر
فانطلقوا فأعلموا أباه، ووصفوا له موضعه، فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه، فقدما مكة، فسألا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا:
يا ابن عبد المطلب، يا ابن سيد قومه؛ أنتم أهل حرم الله:
تفكّون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنن علينا، وأحسن في فدائه، قال:«وما ذاك؟» قالوا: