وهم متفاوتون: كان حسّان رضي الله عنه يطعن في أنساب المشركين، وكان كعب بن مالك يذكّرهم بوقع السيوف، وعبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وعبادة ما لا ينفع، فكان شعر صاحب الترجمة يومئذ أهون على كفار قريش، وكان قول كعب وحسّان أشدّ القول عليهم، فلمّا أسلموا وفقهوا.. كان أشد القول عليهم وأنكاه فيهم قول ابن رواحة.
قال الزّبير بن العوام رضي الله عنه: ما رأيت أحدا أجرأ ولا أسرع شعرا من ابن رواحة.
وعن أبي الدرداء قال: أعوذ بالله أن يأتي يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة كان إذا لقيني.. يقول: يا عويمر؛ اجلس فلنؤمن ساعة، فنجلس فنذكر الله ما شاء الله، ثمّ يقول:
يا عويمر هذا الإيمان. اهـ
وهو الذي شجّع المسلمين في مؤتة على لقاء الكفار، بل شجع نفسه كما سبق.
وفي «الصحيحين» عن أبي الدرداء قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حرّ شديد، حتى إنّ أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلّا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة.
قال ابن سعد:(كان يكتب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جاء ببشارة وقعة بدر إلى المدينة) .