يا ربّ إنّي ناشد محمّدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فإنّه صلى الله عليه وسلم أجابه بقوله:«نصرت يا عمرو بن سالم» .
وخرج بذلك العدد لقتال قريش لمّا علم أنّهم نقضوا العهد الذي كان أبرم يوم الحديبية بقتال حلفائه خزاعة، وتقدم أنّ خزاعة كانت عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والإسلام (وهو) أي: الخزاعيّ (الذي تهلّلت) :
تلألأت (لنصره سحابة) وهي: قطعة من الغيم، وقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنّ هذه السحابة لتستهلّ بنصر بني كعب» يعني خزاعة، وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن سالم وأصحابه:«ارجعوا وتفرّقوا في الأودية» فرجعوا وتفرّقوا؛ فذهبت فرقة إلى الساحل، وفرقة لزمت الطريق، وقصد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إخفاء أمر مجيئهم.
(ومن بليغ شعره) أي: ومن شعر الخزاعيّ البليغ الذي يذكر فيه الحلف القديم، ونقض بني بكر للعهد، وتعدّيهم عليهم، وحثّ المسلمين على قتالهم وغير ذلك.. قوله وقد دخل المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا ربّ إنّي ناشد) طالب (محمّدا) صلى الله عليه وسلم (حلف أبينا وأبيه) يريد عبد المطلب (الأتلدا) أي: الحلف القديم الذي بيننا.