للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما تغني عنا دارك؟ قال: ومن أغلق عليه داره.. فهو آمن، ومن دخل المسجد.. فهو آمن، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.

وذكر الطبريّ: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجّه حكيم بن حزام مع أبي سفيان بعد إسلامهما إلى مكة، وقال:

من دخل دار حكيم.. فهو آمن، وهي بأسفل مكة، ومن دخل دار أبي سفيان.. فهو آمن، وهي بأعلى مكة، فكان هذا أمانا منه لكل من لم يقاتل من أهل مكة.

قال ابن إسحاق: (فحدّثني عبد الله بن أبي بكر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا انتهى إلى ذي طوى.. وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء، وإنّ رسول الله ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إنّ عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل) اهـ والعثنون:

اللحية.

وقال في «روض النّهاة» : (إنّ أبا سفيان قال لمّا احتمله العباس إلى قبته، فأصبح عنده، رأى الناس قد ثاروا إلى ظهورهم «١» .. فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل؛ ما للناس؟

أمروا فيّ بشيء؟ قال: لا، ولكنهم قاموا إلى الصلاة، فأمره العباس فتوضّأ، ثمّ انطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا دخل به عليه الصّلاة والسّلام في الصّلاة وكبّر،


(١) أي: إلى دوابهم؛ لأنّها كالظهر لهم. اهـ

<<  <   >  >>