وهو يبايع الناس، فقال: يا رسول الله؛ بايع عبد الله، فبايعه بعد ثلاث، ثمّ أقبل على أصحابه فقال:«أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين كففت يدي عن مبايعته فيقتله؟» فقال رجل: هلّا أو مأت إليّ؟ فقال:«إنّ النّبيّ لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين» ) اهـ
ثمّ أدركته العناية الأزلية، وأتته السعادة الأبدية، فأسلم وحسن إسلامه، وعرف فضله وجهاده في سبيل الله تعالى، وكان وزيرا لسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان، كما يشير الناظم بقوله:(وزير) أي: معين (الخلفا) ء الراشدين؛ فإنّه ولّاه سيدنا عمر، وكان على ميمنة عمرو بن العاصي حين افتتح مصر، ثمّ ولّاه عثمان، وافتتح إفريقيا عام سبع وعشرين.
قال في «شرح المواهب» : (وكان من أعظم الفتوح، بلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، واعتزل الفتنة حتى توفي سنة سبع وخمسين؛ أي: بعسقلان) .
وروى البغويّ بإسناد صحيح عن يزيد بن أبي حبيب، قال:(لمّا كان عند الصبح.. قال ابن أبي سرح: اللهمّ؛ اجعل آخر عملي الصبح، فتوضّأ، ثمّ صلّى، فسلّم عن يمينه، ثمّ ذهب يسلم عن يساره، فقبض الله روحه، رضي الله عنه) .
قال السّهيلي في «الروض» : وهو القائل في حصار عثمان رضي الله عنه: