للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلّا ظالم، يا عثمان:

إنّ الله استأمنكم على بيته، فكلوا ممّا يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف» «١» قال: فلمّا وليت.. ناداني، فرجعت إليه فقال: «ألم يكن الذي قلت لك؟ فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة: «لعلّك سترى هذا المفتاح يوما بيدي، أضعه حيث شئت» قلت: بلى، أشهد أنّك رسول الله) .

ومن شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه يهجو المشركين، ويمدح النّبيّ صلى الله عليه وسلم والأصحاب الكرام، ويذكرهم بفتح مكة، قوله رضي الله عنه:

عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء

ديار من بني الحسحاس قفر ... تعفّيها الروامس والسّماء


(١) هذا إن صحّ.. احتمل معناه: ما يأخذونه من بيت المال على خدمته والقيام بمصالحه، ولا يحل لهم إلّا قدر ما يستحقونه، وما يقصدون به من البر والصلة على وجه التبرر.. فلهم أخذه، وذلك أكل بالمعروف، فلا يذهب إلى الوهم جواز أخذ الأجرة على دخول الكعبة؛ فإنّه لا خلاف في تحريمه، كما حكاه في «شرح المواهب» عن المحب الطبري، وأقرّه، وقال: إنّ ذلك من أشنع البدع. قال الشمس الحطاب المالكي: والمحرم إنّما هو نزع المفتاح منهم، لا منعهم من انتهاك حرمة البيت وما فيه قلّة أدب، فهذا واجب لا خلاف فيه، لا كما يعتقد الجهلة أن لا ولاية لأحد عليهم، وأنّهم يفعلون في البيت ما شاؤوا، فهذا لا يقوله أحد المسلمين.

<<  <   >  >>