فهاك منها نبذة ليست تملّ ... ولم تكن بمعظم القصد تخلّ
أرجوزة على عيون الأثر ... جلّ اعتماد نظمها في السّير
السعادة الأبدية.
قال صاحب «العشريات» :
سعادتنا مشروطة باتّباعه ... وهل يثبت البنيان إلّا على الأسّ
ويودّ الواقف على أحوالهم لو كان
بمحضر منهم؛ حتى يكون خديما لهم، ينافح عنهم في القتال، وأعظم بذلك فضيلة بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ، فهذا العلم من العلم الموصل إلى الله تعالى، كما نصّ على ذلك الأئمة الأعلام، وقد تقدم في المقدمة شيء من ذلك (فهاك) فخذ (منها) من سيرته (نبذة) جملة يسيرة (ليست تمل) أي: لا توقع القارئ في الملل والسآمة؛ ليسارتها، (ولم تكن بمعظم) بالإضافة إلى قوله: (القصد) ، ومتعلق بقوله:(تخل) أي: ولم تكن تخل بمعظم القصد، وهذه الجملة كالاحتراس ممّا يوهم قوله:(نبذة) أنّها مخلة بالمراد، فأفاد أنّها مع كونها قليلة فهي وافية بالمطلوب، وهذا بمعنى قول غيره: إنّها ليست بالطويل المملّ، ولا بالمختصر المخلّ.
ثمّ أبدل من قوله:(نبذة) قوله: (أرجوزة) فهي منصوبة، والهمزة فيها مضمومة، من الرجز بفتحتين: ضرب من الشعر، وزنه مستفعلن ست مرات، والأرجوزة: القصيدة