قال أبو سفيان: وأقبلت إلى مكة، فوالله ما أنا ببعيد حتى جئت مكة فوجدت أصحابه يضربون ويحقرون.
قال أبو سفيان: فجعلت أقول: فأين جنده من الملائكة؟ فدخلني ما يدخل الناس من النفاسة.
وقد رواه الحافظ البيهقي في كتاب (الدلائل) من حديث إسماعيل بن طريح به، ولكن سياق الطبراني الذي أوردناه أتم وأطول. والله أعلم.
وقال الطبراني: حدثنا بكر بن أحمد بن نفيل، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا مجاشع بن عمرو الأسدي، حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن معاوية بن أبي سفيان، عن أبي سفيان بن حرب، أن أمية بن أبي الصلت كان بغزة أو بإيلياء، فلما قفلنا قال لي أمية: يا أبا سفيان هل لك أن تتقدم على الرفقة فنتحدث؟ قلت: نعم. قال: ففعلنا.
فقال لي: يا أبا سفيان إيه عن عتبة بن ربيعة؟ قلت: كريم الطرفين. [قال]: ويجتنب المحارم والمظالم؟ قلت: نعم.
قال: وشريف مسن؟ قلت: وشريف مسن.
قال: الشرف والسن أزريابه.
فقلت له: كذبت، ما ازداد سنًا إلا ازداد شرفا.
قال: يا أبا سفيان إنها كلمة ما سمعت أحدًا يقولها لي منذ تبصرت، فلا تعجل علىَّ حتى أخبرك. قال قلت: هات.
قال: إني كنت أجد في كتبي نبيًا يبعث من حرتنا هذه، فكنت أظن بل كنت لا أشك أني أنا هو، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف، فنظرت في بني عبد مناف