للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باع من رجل حريرة بمائة، ثم اشتراها بخمسين، فسأل ابن عباس عن ذلك، فقال: دراهم بدراهم متفاضلة، دخلت بينهما حريرة.

فبين أن الحريرة لما لم تكن مقصودة، كانت في حكم عدمها، ويحصل البيع كدراهم بدراهم متفاضلة.

وكذلك حديث زيد بن أرقم لما باع إلى العطاء، ثم اشترى بأقل من ذلك، قالت عائشة: أبطل جهاده.

فلم يجعل للمبيع حكمًا، وجعله بيع دراهم بدراهم متفاضلًا، كذلك هاهنا؛ لما لم يكن المال الذي معه مقصودًا، كان كعدمه.

واحتج المخالف بما روي عن فضالة بن عبيد: أن أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر بقلادة فيها خرز معلقة بذهب، ابتاعها رجل بسبعة دنانير، أو بتسعة دنانير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا، حتى تميز بينه وبينه). قال: إنما أردت الحجارة، قال: (لا، حتى تميز بينهما).

فوجه الدلالة: أنه أبطل البيع مع قوله: إنه قصد الحجارة، فدل على أنه لا اعتبار بالقصد.

<<  <  ج: ص:  >  >>