وروى أحمد فيما ذكره الأثرم بإسناده عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر، ثم ركب راحلته، فلما علا جبل البيداء أهل.
وروى أبو بكر النجاد بإسناده عن سعد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ طريق الفرع أهل إذا استقبلت به راحلته، وإذا أخذ طريق أحٍد أهل إذا علا شرف البيداء.
والجواب: أن هذه الأخبار لا تعارض خبر ابن عباس؛ لأن الجماعة رووا في وقت عرفة [ما روى] ابن عباس، فساواهم، وانفرد بمعرفة إهلاٍل في وقت لم يعرفوه، فخبره زائد، فهو أولى.
فإن قيل: أخبارنا أولى؛ لأنها أكثر رواة، وابن عباس انفرد به.
قيل له: المثبت أولى من النافي، وإن كان النفي ترويه الجماعة.
فإن قيل: فأخبارنا يرويها الرجال، وابن عباس كان صبيًا.