للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجاه (١).

(١٩٦٧) الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدّثني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري:

عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال: "إذا كان يومُ الجُمُعةِ قَعَدَتِ الملائكةُ على أبواب المساجد يكتُبون النّاس، من جاء من النّاس على قَدْرِ منازلهم. فرجل قَدَّم جَزورًا، ورجل قَدَّمَ بقرة، ورجل قَدَّمَ شاة، ورجل قَدَّم دجاجة، ورجل قَدَّمَ عصفورًا، ورجل قَدَّمَ بيضة، قال: فإذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وجلسَ الإمامُ على المِنبر طَوَوا الصُّحُفَ ودخلوا المسجد يستمعون الذِّكر" (٢).

(١٩٦٨) الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا فِطر عن إسماعيل بن رجاء الزُّبيدي عن أبيه قال: سمعتُ أبا سعيد الخدري يقول:

كُنّا جُلوسًا ننتظرُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخرجَ علينا من بعض بيوت نسائه، فقُمْنا معه، فانقطعتْ نَعْلُه، فتخلَّفَ عليها عليٌّ يَخْصِفُها، فمضى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومَضَيْنا معه، ثم قام ينتظرُ وقُمْنا معه، فقال: "إنّ منكم من يقاتلُ على تأويل القرآن كما قاتلْتُ على تنزيله" فاستشرفْنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال: "لا، ولكنّه خاصِف النَّعل" قال: فجِئْنا نُبَشِّرُه، قال: فكأنه قد سَمِعه (٣).


(١) المسند ١٨/ ٢١٧ (١١٦٨٣). وهو من طريق شعبة في البخاري ٦/ ٥٦٦ (٣٥٦٢)، ١٠/ ٥١٣ (٦١٠٢)، ومسلم ٤/ ١٨٠٩ (٢٣٢٠). وبهز بن أسد من رجالهما.
(٢) المسند ١٨/ ٢٩٣ (١١٧٦٩). قال الهيثمي ٢/ ١٨٠: رجاله ثقات. وهو كذلك عدا ابن إسحاق، حسن الحديث، وصرّح بالسماع. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة - الجمع ٣/ ٧٩ (٢٢٥٩).
(٣) المسند ١٨/ ٢٩٥ (١١٧٧٣). ومسند أبي يعلى ٢/ ٣٤١ (١٠٨٦) وصحّحه ابن حبّان ١٥/ ٣٨٥ (٦٩٣٧) من طريق إسماعيل، وصحّح المحقّقون إسناده. وصحّحه الحاكم عن طريق فطر على شرط الشيخين ٣/ ١٢٢، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي ٥/ ١٨٩: رجاله رجال الصحيح. وقال ٩/ ١٣٦: رجاله رجال الصحيح غير فطر، وهو ثقة.
وبهذا يتبيّن عدم توفيق ابن الجوزي في حكمه على الحديث، وتابع ذلك في العلل ١/ ٢٢٩ (٣٦٩)، وبنى ذلك على فِطر وإسماعيل، أما إسماعيل فهو ابن رجاء بن ربيعة، وهو ثقة، روى له مسلم وأصحاب السنن. ينظر تهذيب الكمال ١/ ٢٣١. وقد بنى ابن الجوزي حكمه على أن إسماعيل هو ابن رجاء بن حبان الحصني، وهذا ضعيف، والمؤلّف ذكره في الضعفاء ١/ ١١٢، وأغرب ما فيه أنّه قال: وجملة من يأتي في الحديث إسماعيل بن رجاء ثلاثة، لم يطعن إلا في هذا (الحِصني). وأما فطر بن خليفة فليس ضعيفًا، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري مقرونًا، ووثّقه بعض العلماء، وقال بعضهم فيه: صالح الحديث، لا بأس به. تهذيب الكمال ٦/ ٥٦. والمؤلّف نفسه في الضعفاء ٣/ ١٠ ساق الخلاف حول فطر. وينظر حاشية المسند وابن حبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>