ونذكر ممّن روى عن أبي الفرج الإمامين الكبيرين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، المتوفّى سنة ٦٠٠ هـ، وابن خالته موفّق الدين، عبد اللَّه بن أحمد، ابن قدامة، المتوفّى سنة ٦٢٠ هـ.
* * * *
أما مؤلّفات ابن الجوزيّ فكثيرٌ عددُها، متنوعةٌ فنونُها، متفاوتةٌ أحجامُها، فبين ما هو في مجلّدات كثيرة، أو في جزء واحد. والعلماء مختلفون كثيرًا في عدّ كتب ابن الجوزيّ، ما بين قائل إنها مئات ثلاث، وبين من يجعلها ضعفين أو ثلاثة أضعاف ذلك.
وقد عُني القدماء والمُحْدَثون بحصر مؤلّفات ابن الجوزيّ. وكان حظُّه في بقاء مؤلّفاته جيّدًا، ونصيبُه من عناية المحقّقين والناشرين بكتبه وافرًا. وقد كنتُ عَدَدْتُ في تقديمي لكتابه "كشف مشكل الصحيحين" بضعة وسبعين كتابًا مطبوعًا، عَرَفْتُها في ذلك الوقت، وقد زاد العدد حتى وصل إلى ما يقرب من مائة.
وهذا ذكر لبعض كتبه المطبوعة (١):
أخبار الأذكياء. أخبار الحمقى والمغفّلين. برّ الوالدين. تاريخ عمر بن الخطاب. التبصرة في أحوال الموتى والآخرة. التحقيق في أحاديث الخلاف. تذكرة الأريب في تفسير الغريب. تقويم اللسان. تلبيس إبليس. تلقيح فهوم الأَثر. زاد المسير. صفة الصفوة. الضعفاء والمتروكون. العِلَل المتناهية في الأحاديث الواهية. غريب الحديث. قُرّة العيون النواظر في الأشباه والنظائر. القصّاص والمذكّرين. كشف مشكل الصحيحين. المشيخة. المصباح المضيء في خلافة المستضيء. المنتظم. الموضوعات. نواسخ القرآن. الوفا بأحوال وفضائل المصطفى.
* * * *
وقد أثنى العلماء على ابن الجوزيّ، وقدرّوه:
قال عنه ابن الدّبيثي:"صاحب التصانيف في فنون العلم والتفسير والفقه والحديث والوعظ والتاريخ، وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه. . .".