للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند رأسه لَبِنات. وإذا قُرطانُ (١). فقال: اجلس على فراش مولاتك التي تُمَهّدُ لنفسها. ثم أنشأ يحدِّث، قال: إنّ حذيفة كان يحدِّثُ بأشياء كان يقولها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غضبه لأقوام، فأُسألُ عنها، فأقول: حذيفةُ أعلمُ بما يقول، وأكرهُ أن يكونَ ضغائنُ بين أقوام، فأُتِيَ حذيفةُ فقيل له: إنّ سلمان لا يُصَدِّقُك ولا يُكَذِّبك بما تقول، فجاءني حذيفة فقال: يا سلمان ابنَ أمّ سلمان. قلت: يا حذيفة ابنَ أُمِّ حذيفة، لَتَنْتَهِيَنَّ أو لأكْتُبَنّ إلى عمر. فلمّا خوَّفْتُه بعمر تركَني، وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من وَلِد آدمَ أنا، فأيُّما مؤمنٍ لَعَنْتُه لعنةً، أو سَبَبْتُه سَبّةً في غير كُنهه، فاجعَلْها عليه صلاة" (٢)

(٢٢٩٩) الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الزُّبيري قال: حدّثنا إسرائيل عن عطاء بن السائب عن أبي البَخْتَري عن سلمان:

أنّه انتهى إلى حصن أو مدينة، فقال لأصحابه: دَعُوني أدعوهم كما رأيتُ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يدعوهم. فقال: إنّما كنتُ رجلًا منكم، فهداني اللَّهُ عزّ وجلّ إلى الإسلام، فإن أسلمْتُم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وأن أنتم أبَيْتُم فأدُّوا الجِزية وأنتم صاغِرون، فإن أبيتم نابَذْناكم على سَواء، إنّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الخائنين. يفعلُ ذلك بهم ثلاثة أيام. فلما كان اليوم الرابع غدا النّاس إليه، ففتحوها (٣).

(٢٣٠٠) الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المُغيرة قال: حدّثنا بن ثابت بن ثوبان قال: حدّثني حسّان بن عطيّة عن عبد اللَّه بن أبي زكريا عن رجل عن سلمان:

عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "رِباطُ يومٍ وليلةٍ أفضلُ من صيام شهر وقيامه، صائمًا لا يُفطر، وقائمًا لا يَفْتُر. وإن ماتَ مُرابطًا أُجْرِيَ عليه كصالح عمله حتى يُبْعَثَ، ووُقِيَ عذابَ القبر".


(١) القُرطان: السرج.
(٢) المسند ٥/ ٤٣٩. وبهذا الإسناد أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد ١/ ١٢٢ (٢٣٤). وصحّحه الألباني - الصحيحة ٤/ ٣٥٣ (١٧٥٨). ومن طريق عمر بن قيس - دون ذكر أوله. . . أخرجه أبو داود ٤/ ٢١٥ (٤٦٥٩)، والطبرانيّ ٦/ ٢٥٩ (٦١٥٦).
(٣) المسند ٥/ ٤٤٠. وأخرجه الترمذي بنحوه من طريق عطاء بن السائب ٤/ ١٠١ (١٥٤٨) وذكر أحاديث الباب، قال: وحديث سلمان حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، وسمعت محمدًا [البخاري] يقول: أبو البختري لم يدرك سلمان. وضعّف الحديث الألباني، لأن عطاء اختلط. ينظر الإرواء ٥/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>