للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "في أُمّتي كذّابون ودجّالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة. وإنّي خاتم النبيّين، لا نبيَّ بعدي" (١).

(١٤٨٢) الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم بن بَهدلة عن زِرّ بن حبيش قال:

تسحَّرْتُ ثم انطلقْتُ إلى المسجد، فمررْتُ بمنزل حُذيفة بن اليمان، فدخلْتُ عليه، فأمر بلِقْحة، فحُلِبَتْ وبِقِدْر فسُخِّنَت، ثم قال: ادْنُ فكُل، فقلت: إنّي أُريدُ الصوم. فقال: وأنا أريد الصوم. فأكلْنا وشربنا، وأتيْنا المسجد، فأُقيمت الصلاة، فقال حذيفة: هكذا فعل بي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قلتُ: أبعدَ الصُّبح؟ قال: نعم، هو الصُّبح، غير أن لم تطلعِ الشمسُ. قال: وبين بيت حذيفة وبين المسجد كما بين مسجد ثابت وبستان حَوْط.

وقد قال حمّاد أيضًا: وقال حذيفة: هكذا صنعتُ مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصنع بي النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

(١٤٨٣) الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ عن ابن عون عن محمد قال: قال جندب:

لمّا كان يوم الجَرَعة، وثَمّ رجلٌ، فقلتُ: واللَّهِ ليُهْرَاقَنَّ اليومَ دماء. فقال الرجل: كلّا واللَّه، قال: قلتُ: بلى واللَّه، قال: كلّا واللَّه. قلتُ: بلى واللَّه، قال: كلّا واللَّه، إنّه لحديثُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حدَّثَنيه. قلتُ: واللَّهِ إني لأراك جليسَ سوء منذ اليوم، تسمعني أحلِفُ وقد سمعْتَه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، لا تنهاني. ثم قلتُ: مالي وللغضب، فتركْتُ الغضب وأقبلْتُ أسألُه، وإذا الرجلُ حذيفة.


(١) المسند ٥/ ٣٩٦، والمعجم الكبير ٣/ ١٧٠ (٣٠٢٦) عن معاذ. قال الهيثمي ٧/ ٣٣٥: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، والبزّار، ورجال البزّار رجال الصحيح. وصحّحه الألباني على شرط مسلم - الصحيحة ٤/ ٦٥٤ (١٩٩٩)، لأن أبا معشر، زياد بن كليب الكوفيّ، من رجاله، ثقة.
وقد أخرج الحديث الطحاويّ في شرح مشكل الآثار ٧/ ٣٩٧ (٢٩٥٣) من طريق معاذ، وضعّف المحقّق إسناده، وجعل أبا معشر: نجيح بن عبد الرحمن السندي. وصنيع الألباني هو الصواب، فنجيح الضعيف لم يرو عن النخعيّ ولم يرو عنه قتادة، وقد توفي نجيح سنة ١٧٠ هـ، وقتادة سنة ١١٧ هـ، أما زياد فروى عن إبراهيم النخعيّ، وروى عنه قتادة.
(٢) المسند ٥/ ٣٩٦، ورجاله ثقات. وقد أخرجه الطحاويّ في شرح المشكل ١٤/ ١٢٦ (٥٥٠٥) من طريق حمّاد ابن سلمة. والحديث من طرق عن عاصم عن زرّ، وعن غيره، مختصر، في سنن النسائي ٤/ ١٤٢، ١٤٣، وابن ماجة ١/ ٥٤١ (١٦٩٥)، وحسّنه الألباني وشعيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>