شكل ١ - ٤: ساحة المسجد الكبير في دمشق (من صورة فوتوغرافية).
الترميم المتصل يجعل وصف ما كان عليه أيام الجاهلية أمراً صعباً، وكل ما نتصوره هو أن المسلمين حافظوا على ترتيبه الأول.
ومهما يكن من أمر فإن مما لا ريب فيه أن مباني الدور الإسلامي الأول لم تكن من صنع العرب، وأن عمال البلاد التي دانت لهم هم الذين غيروا معالم الكنائس؛ لتكون موافقة لعبادة المسلمين، وأنهم أقاموا مباني العرب بأنقاض الكنائس، وأن عمال الفرس والروم هم الذين أتيح للعرب، على الأكثر، أن يستخدموهم في سورية ريثما يكونون أهلاً لذلك.
وكان شأن العرب بالنسبة إلى المهندسين الأجانب الذين استخدموهم في دور الفتح كشأن الرجل الغني الذي يقيم لنفسه بيتاً، فكما أن المهندس الذي يرشم بيت ذلك الغني يراعي فيه، لا ريب، ذوقه نرى مهندسي الروم قد راعوا ذوق العرب فيما أقاموا لهم من المباني الأولى، فتجلت عبقرية العرب فيها.
ولم يلبث العرب، بعد أن تحرروا من المؤثرات الأجنبية، أن أصبح لعمارتهم من الأشكال والنقوش الخاصة ما صار يتعذر معه خلطها بغيرها، وإن أمكن أن يرى شيء من الأثر البيزنطي أو الفارسي أو الهندي في بعض زخارفها مع محافظة البناء في مجموعة على طابعه العربي.
ولنبحث الآن في بعض المباني المهمة التي تركها العرب في سورية: