وليس داخل جامع عمر شيء من التعقيد، ففيه طاقان مثمنان ذوا مركز واحد، ويحاط هذان النطاقان بسياج مدور حول الصخرة الشريفة التي هي في وسط هذا الجامع.
وزينة داخل جامع عمر غنية إلى الغاية، وسيقان أعمدة نطاقه الأول من الرخام المأخوذ من المباني القديمة والمختلف شكلاً وارتفاعاً، وتختلف تيجان هذه الأعمدة في الشكل أيضاً، ويرجع أكثرها إلى أوائل العصر البيزنطي، ويستر أعلى جدران هذا الجامع فسيفساء باهرة ترجع إلى القرن العاشر من الميلاد كما يظن، ويحيط بقاعدة قبته عصابة عريضة مزينة بآيات قرآنية عن المسيح مكتوبة بخطوط كوفية ذهبية.
شكل ١ - ٧: مسجد عمر في القدس (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).
وجددت قبة جامع عمر في سنة ١٠٢١ م، أي في زمن ازدهار الفن العربي، وهي ذات زخرف داخلي رائع، أي مكسوة بالفسيفساء والنقوش والرسوم العربية الجميلة المتشابكة المعقدة إلى الغاية.
وداخل المسجد باهر جميعه، فحواجزه مستورة بالميناء والفسيفساء والرسوم الذهبية وصحائف البرونز المطرقة، ونوافه مزينة بقطع زجاجية ملونة في القرن السادس عشر، موصول بعضها ببعض وصلاً منسجماً بالجص، لا بالرصاص كما في أوربة، وينشأ عن هذا الوصل المنسجم ما لا نراه في كنائسنا من الظل والنور.