وما بين بقايا مباني عصر الخلفاء في بلاد فارس والمباني التي أقامها الشاه عباس في أصبهان مؤخراً من التقارب يثبت لنا سير المهندسين على نمط قديم واحد، وسنرى في الفصل الذي ندرس فيه تاريخ فن العمارة العربية، أنه طرأ على ذلك النمط القديم بعض التغيير في الجزئيات المهمة مع الزمن ولا سيما في شكل القباب، فبعد أن كانت القباب منخفضة، ثم ذات نصف كرة، صارت مخصرة بصلية الشكل.
ومهما يكن من أمر فإن لفن العمارة الفارسي طابعاً خاصاً، ونعد المآذن المخروطة الشكل.
والأبواب العظيمة المفرطحة القناطر والجدران المزينة بالميناء الملون من أهم ما اختص به فن العمارة الفارسي ذو التأثير في مباني الهند كما نقطع في ذلك.