شكل ٣ - ١١: قاعة تاج محل المثمنة الكبرى وقبته من الداخل.
وكان أكبر -الذي هو من حفدة تيمورلنك- من أعظم من عرفتهم بلاد الهند، فقد بلغت بلاد الهند في عهده، الذي دام من سنة ١٥٥٠ م إلى سنة ١٦٠٥ م، ما لم تعرفه من الرخاء قبله، وكان عصره عصر فن العمارة الذهبي في الهند.
حقاً لقد كان أكبر راغباً في شيد المباني، فقد أقام في عشر سنين، بدأت من سنة ١٥٦٠ م، وعلى الصحراء القريبة من أغرا، مدينة فتح بور وقصورها التي تذكرنا أنقاضها العجيبة بمدن رواية ألف ليلة وليلة البائدة، ولا أعياه جو هذه المدينة بعد قليل، وهي التي يتمنى بعض الدول الأوربية العظمى أن تكون عاصمةً لها، ارتحل عنها هو وسكانها هاجراً لها ولقصورها ومساجدها التي أصبحت مأوى للنمر وبعض الزهاد بعدئذ.
ولم يقتصر أكبر على إقامة المباني، بل كان يعني بشؤون الفلسفة أيضاً، فقد عن له ذات يوم وهو الذي كان متسامحاً غير متين العقيدة، أن يصهر جميع الأديان في دين واحد، فعقد مؤتمراً من رجال الأديان المعروفة، ومنها النصرانية؛ ليبسط لهم خطته.