شكل ٤ - ١٣: منظر جامع السلطان حسن (من تصوير إيبر).
ويستوقف تزاحم الأقدام في شوارع القاهرة نظر السياح في كل حين، ويغري منظرها النفوس مع زيارة دمشق، فقد قضينا ساعات كثيرة في تأملها.
قال الدكتور إيزانبر:«يري، في الجمهور الأنمر المتزاحم، الفلاح المتواضع، والبدوي المتبختر، والقبطي أو اليهودي العبوس، واليوناني النشيط اليقظ، والقواس الألباني الثقيل المتزيد، وأصناف الزنوج الذين تترجح ألوانهم بين الأبنوسي الخاص بالسوداني واللمعان الخاص بالبربري، ويتألف منظر لا يمل منه الأجنبي من القوافل الآتية من نواحي إفريقية وجزيرة العرب، ومن الجمال الوئيدة المشي المتزنة الخُطا، ومن الحمير السريعة الخطو التي يركبها صغار السادة من الشرقيين أو النساء المتحجبات بأزر قاتمة، ومن الباشوات الذين يمتطون بملابسهم الرسمية صهوة الخيل، ومن السقائين الذين يحملون أسقية جلدية لزجة، ومن أنواع الحمالين، ومن السواس الصخابين الذين يضربون العربي البليد بسياطهم، ومن الفلاحات البائسات المتباطئات.»