شكل ٥ - ٧: مسجد القيروان القديم (من صورة فوتوغرافية).
واستولوا على مدن كثيرة في سنة ٦٤٦ م، ثم جلوا عن البلاد بعد أن أعطوا فدية، ولم يظهروا ثانية إلا بعد عشرين سنة حينما امتشقوا الحسام، وأوغلوا في البلاد حتى المحيط الأطلنطي.
وبنى العرب عاصمة إفريقية العربية القادمة، القيروان، في سنة ٦٧٥ م، واستولوا على قرطاجة في سنة (٦٩١ م/٦٩ هـ)، وهزموا الجيش الكبير الذي جمعته ملكة البربر الكاهنة لمقاتلتهم، وصار لهم في سنة ٧١١ م من القوة ما فتحوا به بلاد إسبانية.
وكان يقوم بأمور الحكومة في إفريقية، حتى أوائل القرن التاسع من الميلاد، أمراء بالنيابة عن الخلفاء، فلما صار سلطان الخلفاء هنالك اسمياً منذ عهد هارون الرشيد، انفرد الأمراء بالحكم، واتخذوا القيروان عاصمة لهم.
وتداول الحكم في إفريقية من سنة ٨٠٠ م إلى سنة ٩٠٩ م أحد عشر أميراً من الأغالبة متخذين القيروان عاصمة لهم، وكان هم هؤلاء الأغالبة مصروفاً إلى مزج العرب بالبربر؛ فتمتعت إفريقية في أيامهم بطمأنينة عظيمة، ثم قلب البربر دولتهم، ونصبوا أميراً فاطمياً من أصل بربري خليفة، فغدت إفريقية مستقلةً عن العباسيين الذين لم تكن إفريقية تابعة لهم إلا بالاسم منذ زمن طويل.