وأكثر مناور إفريقية، وإنني أرجح أن يكون قد بني مئذنة للمسجد الجامع الذي أقامه المنصور في سنة ١١٩٥ م.
ووجوه برج لاجيرالدة الخارجية مستورة بشبكة من النقوش المحفورة، ومن النوافذ ذات الأقواس المصنوع بعضها على شكل نعل الفرس، والمصنوع بعضها الآخر على رسم البيكارين، وكان يعلو ذلك البرج كرة معدنية مذهبة فأزالها الإسبان وبنوا في محلها برجاً للناقوس، ثم وضعوا فوق هذا البرج تمثالاً؛ ليكون رمزاً للإيمان.
والقصر الأشبيلي قصر عربي قديم يرجع إنشاؤه إلى أدوار مختلفة، وقد بدئ بإنشائه في القرن الحادي عشر، وشيد معظمه في القرن الثالث عشر، وبنى مقدمه عمال من العرب في عهد الطاغية بطره، ثم حاول شارلكن أن يزوقه فأضاف إليه من الزخارف الإغريقية الرومية ما دل على فساد ذوق الصانع.
شكل ٦ - ١٩: قاعة الأسود في قصر الحمراء (من صورة فوتوغرافية).
واتخذ ملوك النصارى قصر إشبيلية منزلاً لهم، ويعد البناء الوحيد الذي حفظ من نوعه في إسبانية، وإن الناظر إلى رداه هذا القصر المزخرفة بشتى الألوان، والتي أزال الكلس عنها دوك مونبانسه بعد أن كلسها الإسبان وفق عاداتهم، ليتمثل ما كانت عليه رداه الحمراء قبل أن يكلسها الإسبان أيضاً، وإن ردهة الصبايا اللائي كان النصارى يقدمون مائة منهن كجزية إلى ملوك المغاربة في إشبيلية في كل سنة، كما روي، وكذلك