الفخمة وحمرائها، فضلاً عن أنها قائمة على مكان يعد من أجمل أمكنة العالم، ولم تبن بيوتها الحديثة على طراز معروف، وأمعنت في البحث عن زخارفها التي قص أدباء معاصرون مشهورون علينا خبرها فلم أجد لها أثراً.
حقاً لم تكن غرناطة الجديدة سوى مدينة ميتة، ويعرف أهلها بأنهم من الجهلة الثقلاء البعيدين من القرى، وهي نقيض مدينة إشبيلية التي تشاهد فيها مسحة من الحياة، والتي تجد فيها من بائعي الكتب ما لا تجد في غرناطة.
أكتفي بذكر ما تقدم من مباني العرب، فإذا أضفنا إليه قصر شقوبية وبعض الأبنية التي نتكلم عنها في الفصل الذي خصصناه للبحث في تأثير العرب في أوربة كانت لدينا صورة كافية للآثار العربية الماثلة الآن في إسبانية والتي هي بقايا عصر زاهر، والتي تكفي وحدها للدلالة على عظمة العرب ولو لم ينته إلينا شيء من علومهم وآدابهم.