أسفلها بجلد الضأن، ويُستَر أعلاها بنسيج للوقاية من تقلُّب الريح ووهج الشمس، ويأخذ الأعربيات، بعد أن يَجثُمن في الهوادج، في طحن البُرِّ بمطاحنهن اليدوية الصغيرة، ويُهيِّئن العجين، ثم يَخبزن الخبز في أول موقف على المَلَّة أو على مَوْقِدٍ صغير أو على الرَّضْف ويستعملن بعر الجمال وقوداً.
وتكون خيمة الرئيس في الوسط، وتليها خيام أبنائه المتزوجين، فخيام الأقرباء، فخيام الخدم، وتكون الأفراس أمام الخيام؛ لتكون حاضرة عند أول إشارة، ثم تليها حظيرة البقر والإبل والضأن والمعز.
وتُصَفُّ الجمال، في الغالب، حول خيمة الحرس على شكل دائرة، وتُنصَب خِيام الأرصاد الصغيرة بعيدةً من المخيَّم قليلاً للرقابة ليلاً.
وتكون تلك الخيامُ قليلةَ الارتفاع، ولا يستطيع المرء أن ينتصب في غير وسطها، وتظهر مربعة الشكل، ولا تكون مُدَوَّرة مطلقاً، ويمكن إغلاقها من كل جانب، وإن كان شمالها يُترك مفتوحاً لدخول النسيم، وتُصنَع تلك الخيام من المرعز والوَبَر، وينحدر عنها ماء المطر من غير أن ينفُذَ منها، ولا تؤثِّر فيها العواصف والرياح والشمس.