مبنية من الآجُرِّ المصنوع من طين ذلك النهر الممزوج بالتبن والمجفف بفعل الشمس، وأنه يندر أن يزيد ارتفاع بعضها على ثلاثة أمتار، وأنها لا تدخل إلا من باب ضيق جداً، وأنه لا يوجد في منازل فقراء الفلاحين من المنافذ سوى أبوابها، وأن منازل ذوي اليسار منهم تتألف من أقسام كثيرة مستقلة: من بيوت للسكن، وحظائر للأنعام، وأبراج للحمام ... إلخ، وأنه يحيط بتلك المنازل جدر طينية مكلسَة، وأن أثاثها يتألف من فُرُش فقط، وأنه قلما يوجد فيها متكأ، وأن الثياب تُعلق على حيطانها، وأن الفُرُش واللحف تطوى في كل صباح وتُوضع على الرفاف، وأنه يحيط بأغمية البيوت حياط على العموم.
وهنا أنبه القارئ إلى أن المنازل العربية وأبراج الحمام في مصر تمت إلى المباني الفرعونية القديمة بصلة القرابة، وقد كانت تتمثل لي من بعيد أبراج الحمام المصرية،