العينين، ويتألف ثوب المرأة المصرية من جلبابٍ أزرق مصنوع من القطن، ولا تعرف المرأة المصرية، ولا الشرقية، الِمشَد وما إلى المشد من وسائل التجميل المصنوعة، ومع ذلك فإن الفلاحة المصرية ذاتُ بختَرةٍ تائهة تدهش رجال الفن، وتذكرنا ببخترة إلاهات قدماء الأغارقة، والإنسان، وقتما يرى الفلاحة المصرية الناهدة الضامرةَ الكتف الحاملة إناءً على رأسها تمشي باتزان، يقطع حقاً بأن أمهر الخياطين في أوربة لم يُوفَّقوا لمنح المرأة الأوربية مثل هذه المشية على الرغم مما يلجأون إليه من وسائل التجميل المصنوعة الغالية.
وأقول زيادةً على ما تقدم، وذلك لكيلا أعود إلى دراسة الأزياء عندما أبحث في شؤون عرب المدن، إن ملابس أغنياء العرب معقدة، ولكنها أنيقة، وهي مؤلفة من قُمُصٍ من الحرير أو الشُّفُوف، ومن صُدُراتٍ مطرزة بالذهب، ومن سراويل واسعة ... إلخ، وإن النساء يَلبَسن، وقتما يخرجن من بيوتهن، مآزرَ ويسترن وجوههن ببراقع.
شكل ١ - ٧: أعربيتان من جوار بعلبك (سورية، من صورة فوتوغرافية).
وليس من المفيد أن نسهب في بيان الزي عند العرب بأكثر مما تقدم، وما نشرنا في هذا السِّفر من الصور الكثيرة أفضل من كل إيضاح، فأرجو أن يتبين القارئ عالم الشرق، الذي يختلف عن عالمنا، من خلال صور الأزياء والأمثلة والمباني وما إليها أكثر