للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكل ٢ - ٩: نارجيلة عربية مصنوعة من النحاس المكفت بالفضة (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).

ولم يبقَ لعوالم مِصر العليا ما كان لهن في غابر الأزمان من رَوْنَقٍ وبهاء، واللباس الذي يَلْبَسْنَه أمام الجمهور هو جِلبابٌ طويلٌ يَفقِدْن به كلَّ رَوعةٍ، ولكنهن إذا ما كن بين الخُلَّان خلعنه بسهولةٍ، ورقصن لابساتٍ ثوباً بسيطاً كالذي تَعزُوه القصة إلى حواء.

وأعُد قصص العجائب التي يتلوها القاصُّون المحترفون من أهم وسائل التسلية عند العرب، وهؤلاء القاصون منتشرون في أنحاء الشرق، ولهم حُظوةٌ كبيرة في كل مكان، ويقص القاصون القصص ارتجالاً في بعض الأحيان، ويقتصرون في الغالب على إنشاد قصيدةٍ أو تلاوة قصَّةٍ من رواية ألف ليلة وليلة، ولا أزال أذكر أنني زُرت حياً من أحياء يافا الشعبية ذات ليلةٍ، فشاهدت فيه جَمعاً عربياً من الحمَّالين والنَّواتي والأجُراء ... إلخ، يستمعون على نور مصباحٍ إلى قصة عنترة بعناية، فتراني أشكُّ في نَيْلِ قاصٍّ مثل ذلك النجاح لو أَنْشَد جماعةً من فلاحي فرنسة ما تَيَسَّر من شعر لامارتين أو شاتوبريان.

<<  <   >  >>