شكل ٤ - ٨: امرأة تركية بالزي البلدي (من صورة فوتوغرافية).
ولم يكن مدير مدرسة اللغات في القاهرة، مسيو دوفوجاني، أقلَّ صراحة من ذلك: فقد قال: «تَعُدُّ المسلماتُ أنفسهن غير تعسات من حياة العُزلة التي يَفْرِضها عليهن نظام الحريم، فهن إذ يولَدن في دوائر الحريم غالباً يترعرعن فيها جاهلاتٍ وجودَ حياة لبنات جنسهن أفضلَ من تلك الحياة مُعرضاتٍ عن الحرية التي تتمتع بها الأوربيات، ولا غرو، فدوائر الحريم كانت مسرح طفولتهنَّ ومسراتهنَّ الأولى وهواجسهنَّ الأولى.
«ويقال إن العادة طبيعة ثانية، فإذا صحَّ هذا القول كانت حياة الحريم طبيعة ثانية لبنات الشرق، فهن إذ يتعوَّدن السير في دائرةٍ يعرفن حدودها لا يُفكِّرن حتى في التحرر منها، وهن حين يتزوَّجن ينتقلن من دوائر آبائهن إلى دوائر أزواجهن حيث يتمتَّعن بأنعُمٍ جديدة ويفتحن قلوبهن، الخاليةَ من تَرَحٍ تُورِثه تربيةٌ دقيقة، لمعاني السعادة، وما يلاقينه من رعاية أزواجهن يجعل هذه السعادة أمراً ميسوراً، والمسلم
يحبُو بكل جميل وبكل ثمين، والمسلم يحب أن يعرض في دوائر حريمه كل ما ينمُّ على الترف والزخرف مع أنه يرضى لنفسه برقعةٍ مُتَّضِعَةٍ إذا ما قيست بتلك.»
ونَقَضَ ذلك العالم الرأي القائل:«إن نساء الشرق جاهلات جهلاً عميقاً»، وذكر أنهن أعظم تعليماً من أكثر نساء أوربة، وأن منهن من ينتسبن إلى أرقى الطبقات، وقال: