اثنان أهل الأرض: ذو عقل بلا دين ... وآخر دين لا عقل له
شكل ٢ - ٢: كتابات دفة مصحف قديمة (من تصوير إيبر).
ثم رأى فلاسفة العرب أن يَفْصِلوا الدين عن الفلسفة مراعاةً للجماهير، وأجمل الفيلسوف الغزالي، الذي كان يُدَرِّس في القرن الحادي عشر من الميلاد في بغداد، ما انتَهَوا إليه في الكلمة الآتية:
ليست الحقائق التي يؤيِّدُها العقل كلَّ ما في الأمر، فهنالك من الحقائق ما يَعْجَز إدراكنا عن الوصول إليها، ونحن نقول بها وإن كنا لا نقدر على استخراجها بقواعد المنطق وبالأصول المعروفة، وليس مما يخالف الصوابَ وجودُ افتراضٍ قائل بوجود دائرة أخرى فوق دائرة العقل، وإن شئت فقل دائرة التَّجَلِّي الرَّبَّاِني، ونحن إذ كنا نجهل سُنن تلك الدائرة ونواميسها جهلاً تاماً نجد الكفاية في قدرة العقل على الاعتراف بإمكانها.