شكل ٨ - ٢: أبراج عدة كنائس في طليطلة أقيمت تقليدًا لمآذن عربية قديمة.
من ألف سنة عليها يدل على معرفتهم إنشاء بناياتٍ خالدة عند الضرورة، وها هي ذي قصورهم البسيطة، كقصورهم في صقلية، لا تزال تقاوم تقلبات الفصول مع مرور ثمانمائة سنة عليها، وها هو ذا قصرُ الحمراء نفسه لا يزال يقاوم مع خفته الظاهرة.
الأعمدة وتيجانها: وَجد العرب، في جميع البلاد التي استولَوا عليها، عدداً كبيراً من المباني الإغريقية والرومانية والبيزنطية المتداعية أو المهجورة، وانتفعوا بأعمدتها وتيجان أعمدتها، كما تشهد بذلك مبانيهم الأولى التي تضم عددًا غير قليل من الأعمدة الغربية المصدر، ولما استنفد العربُ ما وَجدوا اضطروا، بحكم الطبيعة، إلى إنشاء ما احتاجوا إليه منها بأنفسهم، وطبعوا عليه طابَعهم الخاص الذي كانوا يعرفون كيف يطبعونه على جميع آثارهم كالأعمدة وتيجان الأعمدة التي لم تُشتَقَّ من أي طراز آخر كما قال مسيو. ج. دوبرانجه، والتي تُرى في قاعة الأسود من قصر الحمراء، فيجب عَدَّها خاصةً بالعرب من كلِّ وجه.