شكل ٨ - ١٣: ضريح تيمورلنك في سمرقند (من صورة فوتوغرافية، من مجموعة الجنرال كوفمان).
وقد رأينا أن العرب حينما وصلوا إلى الهند وجدوا أنفسهم أمام حضارة قويمة قديمة، وأنهم أثروا فيها بديانتهم ولغتهم وفنونهم تأثيراً لا يزال باقياً حتى الآن، وذلك مع ضعف تأثيرهم السياسي فيها دائمًا.
وظهر من وصفنا للمباني الإسلامية في الهند درجةُ ما كُتِب عليها بوضوح من تاريخ تأثير إحدى الأمم، فقد كانت المؤثرات العربية والهندسية مجتمعةً اجتماعًا وثيقًا في المباني الأولى كباب علاء الدين مع ضعف أثر الفن الفارسي فيها، ثم اجتمع الفنُّ الفارسيُّ والفن الهندوسي بنِسَبٍ متقلبة فيها، وصار الفنُّ العربيُّ لا يبدو إلا في الأقسام الثانوية كاتخاذ الكتابات والمتدليات وسائلَ للزينة، وكاتخاذ أشكال بعض الأقواس.
ويعد مزار أكبر وتاج محل وقصر المغول ... إلخ، من الأمثلة لاجتماع هذه المؤثِّرات التي نشأ عن تنضُّدها بالحقيقة، طرازٌ خاصٌّ يمكن تسميته بالطراز المغولي في الهند، أو الطراز الهندوسي الفارسي العربي.