للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكل ٩ - ٥: آنية من البرونز مصنوعة على الطراز الصيني العربي (من مجموعة شيفر، من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف)

وكان التجار يتوجهون من خليج فنلندة إلى أهم نقاط شواطئ البحر البلطي، أي إلى شواطئ إسوج وفنلندة ودانيمارك وبروسية، وكانوا يصعدون مع ما يجدون على الشواطئ من مجاري المياه، وذلك كما تدل عليه النقود العربية التي وُجدت في سيليزية وبولونية، ولا سيما في جوار وارسو.

ويدل وجودُ كثيرٍ من النقود العربية في أماكن معينة على صلات أصحاب هذه النقود التجارية بالدولة العربية فيما مضى، وإن لم يكن عندنا سوى فرضيَّات حول حقيقة الشعوب التي كانوا ينتسبون إليها، وترانا نعرف، مع ذلك أنهم كانوا مسلمين، لما لا نزال نجد من روسٍ مسلمين. وتثبت الكتابات الكوفية التي وُجدت في روسية أنه كان للعرب مستعمرات عند الخزر والبلغار هنالك، ولكنه ليس لدينا ما يدل على أن تجار العرب كانوا يذهبون إلى ما هو أبعد من مدينة بلغار، وبلغار روسية هم الذين كانوا ينقلون السلع إلى أهل دانيمارك لا ريب، وأهل دانيمارك، الذين لم تصفهم التواريخ الأوربية لنا بغير القراصنة، كانوا يتعاطون التجارة أكثر من تعاطيهم القرصنة إذن.

وكان العنبر، الذي هو من السلع المرغوب فيها كثيراً في الشرق والفِراء والقصدير، والإماء على حسب ما ورد في بعض النصوص العربية، أهمَّ مواد تجارة العرب في شمال أوربة، وكان أهلُ دانيمارك يأخذون نسائج الشرق وبُسطه وآنيتَه المنقوشة وحليَّه في مقابل هذه السلع، وأرُجِّح أن يكون كثيرٌ من منتجات الشرق، كالحليِّ المحزَّزة مثلًا،

<<  <   >  >>