عليها إلى الله سبحانه وتعالى، فعلى هذا يكفي في امتثال الأمر الاقتصار على الحمد.
ويحتمل: أن يكون المراد , فسبّح متلبّساً بالحمد , فلا يمتثل حتّى يجمعهما وهو الظّاهر.
ومعنى قوله " يتأوّل القرآن " يجعل ما أمر به من التّسبيح والتّحميد والاستغفار في أشرف الأوقات والأحوال. وقد أخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن مسروق عن عائشة. فزاد فيه " علامة في أمّتي أمرني ربّي إذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتُ جاء نصر الله، والفتح فتح مكّة , ورأيتُ النّاس يدخلون في دين الله أفواجاً.
وقال ابن القيّم في " الهدي ": كأنّه أخذه من قوله تعالى (واستغفره) , لأنّه كان يجعل الاستغفار في خواتم الأمور، فيقول إذا سلم من الصّلاة: أستغفر الله ثلاثاً , وإذا خرج من الخلاء قال: غفرانك. وورد الأمر بالاستغفار عند انقضاء المناسك (ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس واستغفروا الله) الآية.
قلت: ويؤخذ أيضاً من قوله تعالى (إنّه كان توّاباً) , فقد كان يقول عند انقضاء الوضوء: اللهمّ اجعلني من التّوّابين.
قوله:(اللهمّ اغفر لي) فيه الرّدّ على من كره الدّعاء في الرّكوع كمالك. وأمّا التّسبيح فلا خلاف فيه، فاهتمّ هنا بذكر الدّعاء لذلك.
وحجّة المخالف. الحديث الذي أخرجه مسلم من رواية ابن عبّاسٍ