مرفوعاً. وفيه " فأمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّبّ، وأمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء، فقِمن أن يستجاب لكم ".
لكنّه لا مفهوم له، فلا يمتنع الدّعاء في الرّكوع كما لا يمتنع التّعظيم في السّجود. وظاهر حديث عائشة أنّه كان يقول هذا الذّكر كلّه في الرّكوع. وكذا في السّجود.
قال ابن دقيق العيد: يؤخذ من هذا الحديث إباحة الدّعاء في الرّكوع وإباحة التّسبيح في السّجود، ولا يعارضه قوله - صلى الله عليه وسلم -: أمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّبّ , وأمّا السّجود فاجتهدوا فيه من الدّعاء.
قال: ويمكن أن يُحمل حديث الباب على الجواز، وذلك على الأولويّة , ويحتمل: أن يكون أمر في السّجود بتكثير الدّعاء لإشارة قوله " فاجتهدوا " والذي وقع في الرّكوع من قوله " اللهمّ اغفر لي " ليس كثيراً فلا يعارض ما أمر به في السّجود، انتهى.
واعترضه الفاكهانيّ: بأنّ قول عائشة: كان يكثر أن يقول " صريح في كون ذلك وقع منه كثيراً فلا يعارض ما أمر به في السّجود.
هكذا نقله عنه شيخنا ابن الملقّن في " شرح العمدة "، وقال: فليتأمّل.
وهو عجيب، فإنّ ابن دقيق العيد أراد بنفي الكثرة عدم الزّيادة على قوله " اللهمّ اغفر لي " في الرّكوع الواحد، فهو قليل بالنّسبة إلى السّجود المأمور فيه بالاجتهاد في الدّعاء المشعر بتكثير الدّعاء، ولَم يرد أنّه كان يقول ذلك في بعض