للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما معنى مثنى مثنى؟ قال: تُسلّم من كلّ ركعتين.

وفيه ردّ على من زعم من الحنفيّة: أنّ معنى مثنى أن يتشهّد بين كلّ ركعتين , لأنّ راوي الحديث أعلم بالمراد به، وما فسّره به هو المتبادر إلى الفهم , لأنّه لا يقال في الرّباعيّة مثلاً إنّها مثنى.

واستدل بهذا على تعيّن الفصل بين كلّ ركعتين من صلاة الليل.

قال ابن دقيق العيد: وهو ظاهر السّياق لحصر المبتدأ في الخبر، وحمله الجمهور على أنّه لبيان الأفضل لِمَا صحّ من فعله - صلى الله عليه وسلم - بخلافه، ولَم يتعيّن أيضاً كونه لذلك، بل يحتمل أن يكون للإرشاد إلى الأخفّ، إذ السّلام بين كلّ ركعتين أخفّ على المُصلِّي من الأربع فما فوقها , لِمَا فيه من الرّاحة غالباً وقضاء ما يعرض من أمر مهمّ، ولو كان الوصل لبيان الجواز فقط لَم يواظب عليه - صلى الله عليه وسلم -.

ومن ادّعى اختصاصه به فعليه البيان.

وقد صحّ عنه - صلى الله عليه وسلم - الفصل كما صحّ عنه الوصل، فعند أبي داود ومحمّد بن نصر من طريقي الأوزاعيّ وابن أبي ذئب كلاهما عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصلِّي ما بين أن يفرغ من العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة , يُسلِّم من كلّ ركعتين. وإسنادهما على شرط الشّيخين.

واستدل به أيضاً على عدم النّقصان عن ركعتين في النّافلة ما عدا الوتر.

قال ابن دقيق العيد: والاستدلال به أقوى من الاستدلال بامتناع

<<  <  ج: ص:  >  >>