ويخالف ذلك ما في رواية محمّد بن أبي عائشة عن أبي هريرة عند أبي داود ففيه " ويختم المائة بلا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له إلخ "، وكذا لمسلمٍ في رواية عطاء بن يزيد عن أبي هريرة، ومثله لأبي داود في حديث أمّ الحكم، ولجعفرٍ الفريابيّ في حديث أبي ذرّ.
قال النّوويّ: ينبغي أن يجمع بين الرّوايتين بأن يكبّر أربعاً وثلاثين , ويقول معها: لا إله إلاَّ الله وحده. إلخ.
وقال غيره: بل يجمع بأن يختم مرّة بزيادة تكبيرة , ومرّة بلا إله إلاَّ الله على وفق ما وردت به الأحاديث.
قوله:(حتى تبلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين) وللبخاري " حتّى يكون منهنّ كلّهنّ ثلاث وثلاثون " بكسر اللام تأكيداً للضّمير المجرور. قوله:(ثلاث وثلاثون) بالرّفع وهو اسم كان.
وفي رواية كريمة والأصيليّ وأبي الوقت (١)" ثلاثاً وثلاثين " , وتوجّه بأنّ اسم كان محذوف , والتّقدير حتّى يكون العدد منهنّ كلّهنّ ثلاثاً وثلاثين.
وفي قوله " منهنّ كلّهنّ " الاحتمال المتقدّم: هل العدد للجميع أو المجموع؟
وفي رواية ابن عجلان ظاهرها أنّ العدد للجميع , لكن يقول ذلك مجموعاً، وهذا اختيار أبي صالح.
(١) هو عبدالأول بن عيسى السجزي , سبق ترجمته (١/ ١٣٠)